بسم الله الرحمن الرحيم
عندما أمر الله تعالى نبيه أن يصدع بالحق وهو الدعوة إلى الله وحده لا شريك له
معرضا عن المشركين نفذ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وجهر بالدعوة الإسلامية
عندها ثارت ثائرة المشركين وبدأ إيذاءهم له صلى الله عليه وسلم ولصحابته رضوان الله
عليهم وانهالوا على المستضعفين يعذبونهم ويذيقونهم أشد أنواع العذاب فتل من قتل منهم
على إثر ذلك التعذيب وظل الحال على ذلك حتى أذن الله لهم بالهجرة
فخرج الصحابة ثم تبعهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن نجاه الله من مؤامرة قريش لقتله
فخرج صلى الله عليه وسلم برفقة صاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنهلنرى عندما هاجر الصحابة والرسول صلى الله عليه وسلم
ماذا حملوا معهم وماذا تركوا
إن التأمل في حياة المهاجرين يجدهم لم يحملوا معهم من متاع الدنيا شيئا
تركوا أموالهم وأرضهم ومنازلهم وكل شيء لهم بل منهم من ترك أهله
لأنه كان على دين غير دينه
وماذا حملوا معهم ؟؟ حملوا معهم العقيدة والدين الحق حملوا راية الإسلام
شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله
خرجوا تاركين متاع الدنيا وراء ظهورهم مقبلين على الله بأنفسهم وما تحمل تلك الأنفس
من حب الله ورسوله
خرجوا مهاجرين إلى الله يحملون هم تبليغ الدعوة ونشرها ومحو الباطل الذي انغمس
فيه الناس ولأنهم صدقوا مع الله حقق الله لهم ما أرادوا فنالوا الكرامة في الدنيا وبشروا بالجنة في الآخرة
وصلوا إلى المدينة المنورة وهناك وجدوا حفاوة واستقبال وأخوة وإيثار من قبل الأنصار
تقاسموا معهم المال والسكن وآثروهم على أنفسهم مع شدة حاجتهم إنه الإيمان والصدق
مع الله عندما يتمكن من الأنفس تذوب وتصغر وتتلاشى كل ملذات الدنيا من أنفس
همها يرقى إلى العلا إلى الله ورسوله والمرء مع من أحب
قال تعالى: ((لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ *
وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ
وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))
فلنتأمل ماذا فعلت الهجرة؟؟ جمعت المهاجرين والأنصار بأخوة أذابت الطبقات والفروق
لا تميز إلا بالتقوى ولا تنافس إلا في الدين وحب الله ورسوله .
بعد هجرتهم بنوا دولة إسلامية عظيمة الشأن قوية الأركان قائمة على عدالة سماوية
الحاكم فيها كالمحكوم والأبيض كا لأسود والغني كالفقير فأين تلك الدولة اليوم
إنّ ما نحتاجه اليوم هجرة جديدة نهجر بها حب الدنيا من أنفسنا ونقبل إلى الله بصدق وإخلاص
نهاجر من دنيا المعاصي والتنافس البغيض على الدنيا إلى الطاعة وحب الآخرة وتبليغ الدعوة لنكون
ممن امتدحهم الله بقوله (( أولئك هم الصادقون )) وقوله (( فأولئك هم المفلحون))
فالهجرة بمعناها الواسع هي الهجرة إلى الله والاقبال على الله وليست إلى المكان قال تعالى :
{وَقال إني مُهَاجِرٌ إلى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ}.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك__________________
تــــ ح ـــــيـــــا ــــتـــــي